Wednesday, May 15, 2013

The big wedding استنساخ روح عادل إمام في





هل تتذكر فيلم "ليلة البيبي دول" ؟ هل تتذكر ذلك الفشل الساحق الذي لحق بهذا الفيلم المهم رغم جمعه لكل هؤلاء النجوم فيه دفعة واحدة ؟، تلك الحالة بالتحديد لا تختلف كثيراً عن ما يحدث هذه الأيام مع الفيلم الأميركي the big wedding  الذي استطاعت شركة "ميللانيم" العالمية أن تجمع فيه عدد من النجوم غير المستهان بهم على مستوى هوليوود، وعلى مستوى تاريخ السينما، وعلى مستوى ايرادات الشباك أيضاً، بداية بـ "روبرت دي نيرو" الذي أصبح من سنوات قليلة يقبل اقتسام البطولات مع غيره، في إعلان منه عن نزوله السلم العكسي بالتدريج، على مستوى اسمه تجارياً. ويقتسم "دي نيرو" البطولة مع نجوم مهمين في عالم الكوميديا مثل "ديان كيتون" و"روبن ويليامز"، فيما تأتي المفاجأة الحقيقية في مشاركة الممثلة العظيمة سوزان ساراندون، التي ملت مؤخراً من الأفلام الجادة والسياسية، وكان جذبها لفيلم اجتماعي بصحبة تلك الكوكبة أمر سهلاً في ظل انشغالها بتصوير من ثلاث إلى ستة أفلام في السنة، أغلبهم أفلام جادة.

بجانب هؤلاء الكبار كان هناك ظهوراً خاصاً للنجمة "كاثرين هيجل" التي صنعت لنفسها مكاناً مميزاً في آخر أربع سنوات، وأصبحت تصنف كبطلة منفردة، لها أفلاماً تباع باسمها، ولم يكن من السهل اقناعها من عامين باقتسام البطولة مع النجم "آشتون كاتشر" في فيلم the killers .

الطريف في أمر كل تلك الأسماء المهمة، أن كل منهم تقبل العمل تأثراً بأسماء الباقيين، لا ايماناً بفكرة الفيلم التافهة، أو القضية الوهمية التي تروج لها قصة الفيلم السطحية.

فالفيلم يدور حول ابن متبنى يقوم بدوره "بين بارميز"، ويستعد لعقد حفل زفافه على حبيبته "أماندا سيفريد"، الذي يحضره والده "روبرت دي نيرو"، وحبيبة والده "سوزان ساراندون" التي ربته هو أشقاءه لسنوات طويلة، قبل أن تنفصل أمه "ديان كيتون" عن والده بعد ضبطها له متلبساً بخيانتها مع أعز صديقاتها "بيبي" التي تقوم بدورها القديرة سوزان ساراندون.

وتزداد نسبة التعقيد في الفيلم حينما نكتشف ان الأم البيولوجية لابنهم المقبل على الزواج من أصل كولومبي، وعندها تقاليد وعادات منغلقة بعض الشئ، فمع عودة "ديان كيتون" الأم الأولى التي ربت أبناء "دي نيرو" يبدأوا في النقاش حول زيارة أمه الحقيقية لهم وحضورها حفل الزفاف، ويكتشفون مدى فظاعة أمر طلاقهم الذي لا تعرف عنه الأم الكولومبية شئ، فيقررا أن يمثلا أمامها أنهما مازالا متزوجين ومتحابين وان أسرتهم التقليدية مازالت متماسكة، وهنا يكن موقف حبيبته "بيبي" أو سوزان ساراندون محرجاً، حيث لا تجد لها صفة لحضور حفل الزفاف، رغم أنها هي الأم التي أكملت تربية الأبناء بعد طلاق "دي نيرو" و"كيتون"، فتقرر الانسحاب بغضب خصوصاً مع سلبية "دي نيرو" وعدم وقوفه بجانبها، ثم تعود لتظهر مرة آخرى بسبب التزامها بتنظيم أمور كثيرة في حفل الزفاف.

وتمر 90 دقيقة في الفيلم من الكوميديا المفتعلة والافيهات السخيفة، والافراط في صناعة النكت الجنسية والايحاءات والمزاح حتى بكلمات تصنف تحت بند "الاباحة"، حتى يكتشف الزوج في النهاية بضع تفاصيل كان يجهلها حول طليقته، فرغم مغادرتها لأسرتها بعد اكتشافها لخيانة زوجها لها مع أعز صديقاتها، إلا أن أعز صديقاتها تكشف لهم أنها هي من خانت زوجها من البداية مع صديق للعائلة، ويـُصادف أن يكون ذلك الصديق هو والد العروس التي سيتزوجها ابنهم اليوم! وتستمر سلسلة الفضائح كاشفة عن تاريخ كل منهم، مروراً بأم العروسة مثلية الجنس التي لا يعرف أحد من أسرتها شئ عنها، وحتى الوالدة البيولوجية للعريس التي تكشف لابنها في نهاية الفيلم أنها لا تعرف من هو والده الحقيقي وأنها كان لها مغامرات جنسية في شبابها قبل أن تلده وتوهبه للتبني لتلك الأسرة التي دخلت في سلسلة من الأكاذيب ظناً منهم في تعنت الأم البيولوجية التي تقبلت كذباتهم في النهاية بروح مرنة، لينتهي الفيلم على تقبل كل منهم للمفاجآت التي اكتشفها حول حقيقة الآخر، وباتمام زواج "سوزان ساراندون" من "دي نيرو" بعد حفل زفاف ابنهم المتبني.

 


كشف حساب

بنظرة متأنية لمكاسب وخسائر كل نجم في ذلك الفيلم، يمكننا الإجماع على أن كل من شاركوا في الفيلم خاسرين باستثناء "بين بارنز" الذي قدم دور الابن المتبنى، فهو الوجه الجديد الذي ظهر في مساحة مضيئة وكانت الأحداث كلها حوله وعنه ومن أجله، أما "كاثرين هيجل" التي هجرت البطولات وقبلت بذلك الدور بسبب مساحة الدراما التي في دورها، فكانت شخصيتها ذي تأثير ضعيف ما بين خلافها مع زوجها لتأخر حملها، ومقاطعتها لوالدها "دي نيرو" الذي تلتقي به في تحضيرات حفل زفاف أخيها وتنفجر فيه معبرة عن سخطها على شخصيته وتخليه عن والدتها عبر مشاهد متتالية تنتهي بالصلح بينهم.

أما "أماندا سيرفيد" التي قامت بدور العروس للابن المتبنى، فمساحة دورها كانت ضئيلة وظهورها سطحي، مثلها مثل "توفر جريس" الذي قام بدور شقيق العريس العازب البتول الممتنع عن الجنس حتى يقع في الحب، ولكنه بسذاجة وباقحام جلي؛ يدخل في علاقة قصيرة ينجذب فيها الى الأخت البيولوجية للعريس، الذي يعتبر شقيقه بالتبني. ويتخلى عن عذريته في مشاهد مقحمة لم تضف كوميديا أو حتى إثارة على الفيلم.

بطل الفيلم "روبرت دي نيرو" خسائره هو الآخر كبيرة رغم تجسيده لنموذج منتشر في المجتمع الأمريكي حيث الزوج السلبي الشهواني الأناني المستهتر بحق أسرته، والمغفل النذل طوال الوقت في قراراته المفسدة التي لا يراعي فيها أحد. ولكن "دي نيرو" الذي صـُنِف ضمن أهم نجوم السينما العالمية وقدم أفلام حطمت أرقاماً قياسية أكثر من مرة في الايرادات، فقد هذه المرة بريقه مع ازدياد سنوات عمره وشيبه الواضح، وطريقته في التعبير بوجهه التي تشبه كثيراً عادل إمام، فمن يقيم ذلك الفيلم بنظرة عامة من السهل أن يجد عشرات التفاصيل المشتركة بينه وبين أفلام عادل إمام الكوميدية، التي تعتمد على الجنس في الافيهات واصطناع الكوميديا، بجانب تعبيرات إمام الدائمة بوجهه التي غالباً ما تؤثر في الناس.

من الخاسرين أيضاً القديرة سوزان ساراندون الذي كان اشتراك كلابها الخاصة في الفيلم وظهورهم أمراً مثيراً، فشكلوا معها حالة خفيفة الظل نوعاً ما، بالرغم من تفاهة الدور وسطحيته هو الآخر. وكذلك "ديان كيتون" التي أنهت نجوميتها على مستوى الكوميديا من عام 2008 ، رغم محاولاتها للعودة للبطولات في 2010 ولكن بتراجع أفلامها من ناحية الايرادات، لم يعد فارقاً تراجعها اليوم أو دخولها تجربة خاسرة مثل ذلك الفيلم.

وأخيراً "روبن ويليامز" الذي ظهر في دور الأب الكنسي الذي قام بتزويج العروسين، وعانى كثيراً خلال الفيلم من اختلال أخلاق كل فرد في تلك الأسرة العجيبة. وكانت طبيعة شخصيته لا تختلف كثيراً عما قدمه في أدوار سابقة، نفس الاستخفاف والابتسامات البلهاء المفرطة.

 

 

 


 

المشاهد المحذوفة



لم يفوت جهاز الرقابة المصري فرصة النهش في جسد الفيلم، وإخلال مضمونه بلا مبالغة، بعد حذف عدد غير هين من المشاهد التي رآها جهاز الرقابة جريئة، فيما رآها مخرج الفيلم لقطات قوية من الناحية الكوميدية، لما تتخلله من مفارقات مفجرة للضحكات مثل المشهد الذي يجمع سوزان ساراندون بروبرت دي نيرو في أول خمس دقائق من الفيلم، حينما يحاول مداعبتها وحل أحد خلافاتهم الكلامية فيدفعها نحو طاولة المطبخ ويبدأ في سحب ملابسها التحتية في اللحظة التي تدخل فيها طليقته المطبخ فجأة ويصرخون جميعاً من المفاجأة والإحراج ويقع "دي نيرو" على الأرض بسبب دفع حبيبته له.

ثاني مشهد تم حذفه كان لشقيقة الابن المتبني القادمة من كولومبيا مع والدتها لحضور حفل الزفاف، فتجلس على حافة الممشى الخشبي الذي يطل على بحيرة أمام منزل الأسرة، وتدخل في دردشة مع شقيق أخوها المتبني، ثم فجأة تخلع ملابسها كلها وتقفز في المياه.

أما ثالث مشهد تم حذفه، جمع "روبرت دي نيرو" بـ "ديان كيتون" على السرير، حينما فشلت في مغادرة غرفته ليلاً لمراقبة أم العريس لتحركاتهم في المنزل، فتضطر ان تبيت ليلتها بجانب طليقها اللعوب الذي يحاول اغراءها مراراً ويتحداها، حتى يقنعها في الصباح بممارسة الجنس معه في مشهدين متتاليين حذفهم جهاز الرقابة المصري من النسخة المعروضة في مصر.

رابع مشهد كان على طاولة العشاء حيث كانت تجلس نفس الفتاة الكولومبية وتحاول التحرش بشقيق أخوها المتبنى من تحت الطاولة.

بخلاف تلك المشاهد وغيرها، لم تنجح الرقابة في حذف الحوار الذي يحتوي على كثير من الافيهات الجنسية والكلمات غير اللائقة، ولكنهم غيروا في الترجمة وتجاهلوا أغلب تلك الجمل الحوارية دون وضع ترجمة لها من الأساس، كما لم تستطع الرقابة أيضاً حذف أغلب المشاهد التي ظهر فيها ديكور بيت الأسرة في خلفية الشخصيات، وهو الديكور الثري باللوحات والتماثيل العارية والمثيرة. ولكن بحذف المشاهد السابقة وتغيير الترجمة، فقد الفيلم بلا شك الكثير من نسبة الكوميديا التي نجح بها على المستوى العالمي، فخرج الفيلم في دور العرض المصرية مشوهاً وسخيفاً.

 

No comments:

Post a Comment