Thursday, July 4, 2013

أربع مشاهد رئيسية من ثورة يونيو



نجح المصريون في تجاوز أغلب أخطاءهم في الثورة الأولى في يناير 2011، وهو ما ظهر تطبيقه عملياً في مشاهد ثورة 30 يونيو 2013 التي وحدت الشعب المصري على قلب رجل واحد، مع اتضاح الرؤية للجميع ما أهلهم للتعبير عن مطالبهم بذكاء وتحضر، ولكن المدهش في ثورة يونيو ليس تنظيمها وتجاوزها لأخطاء الثورة الأولى، بل تعامل المصريون نفسه معها وكأنها كرنفال شعبي أو احتفال بفوز في أحد المباريات، حيث احتشد الشعب بكل طوائفه وتوجهاته وفئاته المجتمعية والعمرية للخروج رافعين الرايات المصرية وملوحين بها في ظل هتافات لا تنقطع عن شوارع مصر، وكان لخروج المصريين هذه المرة أربع مشاهد فريدة ومميزة ..


مشهد القباقيب
فكرة نيرة ابتدعها معتصمو وزارة الثقافة المطالبين بإزاحة وزير الثقافة الإخواني، حيث قاموا بتحضير مجموعة من القباقيب الخشبية التي وزعوها على السيدات المتصدرين لمسيرة المثقفين والفنانين، فخرجت نساء المسيرة في المقدمة رافعين القباقيب يصفقون بها مع الهتافات ويصنعون جلبة غير معتادة، فحققوا عامل لفت النظر الذي زاد بكل تأكيد من كثافة المسيرة وحقق قوة للمظاهرة، كما أرسلوا رسالة بين السطور للجماعة الحاكمة لمصر مفادها أنه سيتم التخلص منهم كما تخلص المصريون من قبل من شجرة الدر، المعروف أنها توفيت إثر ضربها بالقباقيب !


مشهد الأبواق
ما ساعد على نشر روح الاحتفال ليس فقط انتشار الأعلام المصرية في الشرفات وفوق السيارات وعلى أكتاف الأطفال والمارة في الشوارع العادية، بل كان انتشار تلك الأبواق البلاستيكية الطويلة التي غزت مدينة القاهرة بقوة وجعلت الجميع يسارع لاقتناءها للمشاركة مع الجموع في النفخ الجماعي بها لصناعة نغمات مميزة للهتافات وتلحينها بشكل ارتجالي، وهي الارتجالية المدهشة التي سار عليها نحو المئات في أكثر من مسيرة ومظاهرة في ربوع العاصمة المصرية.


مشهد صوت شادية
لو كانت شادية تمتلك من العافية ما يساعدها على التجول في شوارع مصر، لكانت اليوم أسعد مطربة في العالم، فلا يخلو شارع من صوتها، وبغض النظر عن تركيز الاذاعات على تكرار اذاعة اغنيتها الشهيرة فائقة النجاح والتأثير "يا حبيبتي يا مصر"، إلا أن العائلات المصرية البسيطة التي خافت النزول للتظاهرات، كان لها مبادرات غريبة للتعبير عن موقفها، حيث فوجيء المتظاهرون في شوارع لا تعد ولا اتحصى في القاهرة بقيام سكان كل شارع بإخراج مكبرات صوت ضخمة على أوائل الشوارع، وتشغيل الاغنيات الوطنية، التي كان غالباً ومكرراً فيها أغنيات شادية بالتحديد، والتي كان المصريون يغنونها في مظاهراتهم بصوت عالي وأداء جماعي متناغم وبمواصلة تثبت أن نجاح تلك المطربة لم يأت من فراغ، فهناك شعب بأكمله يحفظ كلمات أغنياتها الوطنية، التي رغم مرور أكثر من ربع قرن عليها إلا ان صداها اليوم في القاهرة أقوى من صوت الرعد.


مشهد صور السيسي
بعد مرور يوم على 30 يونيو، وبخروج البيان الرسمي للقوات المسلحة والذي انطوى على تهديد غير مباشر للرئاسة لحثهم على تنفيذ مطالب الشعب، فجأة ظهرت صور كبيرة للفريق السيسي القائد العام للقوات المسلحة، وانتشرت في الشوارع كانتشار النار في الهشيم، وحملها العشرات على صدورهم في الشوارع المحيطة بقصر الاتحادية وكأن السيسي هو قائدهم الحالي ونصيرهم، وهو ما بشر بانحياز جزء من الشعب للحكم العسكري، رغم التوقع بمصادمات لعدم قبول البعض الآخر بحكم العسكر، حتى ولو كان العسكر هو القوة التي ستحرر مصر من الاحتلال الاخواني!

No comments:

Post a Comment